انتخابات رئاسة أمريكا 2024 ما بين “ترامب وهاريس ” .. إغلاق صناديق الاقتراع فى جورجيا وأنديانا وبدء الفرز
كتب: د/ حسين المصري
أغلقت منذ قليل صناديق الاقتراع في شرق كنتاكي ومعظم ولاية إنديانا وولاية جورجيا، حيث يدلى الناخبون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة الامريكية الأكثر تقاربا في التاريخ لتقرير ما إذا كان سيستمر الحكم الديمقراطي فى البيت الأبيض بفوز كامالا هاريس أو عودة الجمهوري دونالد ترامب مرة أخري لولاية ثانية.
وتبدأ عملية فرز الأصوات فور غلق مقار التصويت، ومن المقرر إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية لكل ولاية خلال ساعات.
وتتأرجح اختيارات الناخبين في سباق الانتخابات الامريكية ما بين دونالد ترامب وكامالا هاريس بحسب مواقف كليهما من العديد من القضايا الداخلية التي تمس المواطن الأمريكي بشكل مباشر، وبمقدمتها ملف الإجهاض والضرائب وغير ذلك.
وفي ملف الإجهاض ، تتبنى المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس موقفاً داعماً لحق النساء في الإجهاض ، وهو الحق الذي تم تقييده بحكم من المحكمة الأمريكية العليا في يونيو 2022 ، بعدما كانت تلك العمليات مجازة قانوناً منذ عام 1973.
وقبل أيام، استعانت هاريس بالنجمة بيونسيه في تجمع انتخابي حاشد بولاية تكساس، وتطرقت إلى ملف الإجهاض، وخاطبت جمهورها قائلة: “بالنسبة لجميع الرجال والنساء هنا، والذين يشاهدون فى جميع أنحاء البلاد، نحن بحاجة إليكم.. إن حظر الإجهاض شبه الكامل فى الولاية قد يصبح قانونًا للبلاد إذا تم انتخاب دونالد ترامب المرشح الجمهورى، والرئيس الأمريكى السابق”.
في المقابل ، يتبنى دونالد ترامب موقفاً رافضاً للإجهاض ، وسبق أن قال في تصريحات عدة إن السماح بتنفيذ النساء عمليات الإجهاض يعد بمثابة “قتل”، غير أنه حاول خلال الأشهر القليلة الماضية تبني موقف أقل حدة.
وفي أغسطس الماضي، قال ترامب إنه لن يدعم استفتاء بشأن الحق في الإجهاض في ولايته فلوريدا بعد 24 ساعة فقط من تصريحه بأنه قد يفعل ذلك، وهو التوضيح الذي جاء بعد ردود فعل حادة من مناهضي الإجهاض، ما رفع من حدة مخاوف الجمهوريين من أن استمرار التردد بشأن هذا الملف قد يعرض المرشح الجمهوري لخسارة تأييد الناخبين المتدينين.
ويتسم النظام الانتخابي في الولايات المتحدة الأمريكية بالكثير من التعقيدات، فلا يتم اختيار الرئيس وفق الانتخاب المباشر فقط، وإنما من خلال اختيار أعضاء المجمع الانتخابي والذي تم تدشينه من الآباء المؤسسين للولايات المتحدة فى الدستور كحل وسط جزئي بين انتخاب الرئيس بتصويت فى الكونجرس وانتخاب الرئيس بالتصويت الشعبى للمواطنين المؤهلين.
والمجمع الانتخابى أو “Electoral college” ليس مكانا، بل هو عملية اختيار الأعضاء الناخبين، واجتماعهم، حيث يصوتون لاختيار الرئيس ونائب الرئيس. ويتم عد أصوات أعضاء المجمع الانتخابى من قبل الكونجرس.
ويتكون المجمع من 538 من المندوبين، وللفوز بالرئاسة، يحتاج المرشح لتأمين أغلبية 270 صوتا. ويمثل كل ولاية فى المجمع الانتخابى نفس عدد من يمثلها فى الكونجرس؛ ناخبا أو مندوباً عن كل عضو فى مجلس النواب، بالإضافة إلى اثنين لمجلس الشيوخ