الذكاء الصناعي وأثره على العقل البشري(2)
بقلم : الإعلامي الدكتور حسين المصري
لكن هذا الذكاء الصناعي، أصبح يفعل كل شيء، حتى دون أن يكون هناك حاجة فعلية لما يفعله ، فما علاقته مثلا بكتابة نص إبداعي، أو سيناريو فيلم، أو نص مسرحي، ما علاقته بكتابة مقال بحثي، فكل ما ذكرته هو إبداع إنساني لا يمكن أن يصنعه الذكاء الصناعي، ليس هذا هو دوره
المفترض، هو يسهل ويساعد في عملية البحث عن المعلومة، يساعد المصمم، يساعد الطالب، وأشدد على كلمة يساعد، لا أن يكون هو الصانع لكل شيء. في الآونة الأخيرة، صار الذكاء الصناعي يزاحم كل إبداع إنساني، فمصمم الجرافيكس صار لا مكان له ، ولا الرسام، ولا كاتب
المحتوى، فالذكاء الصناعي المتاح لكل الناس، سهل على الشركات والأفراد الوصول لنتائج قد يصعب عليهم الوصول لها عبر التعاون مع متخصصين بشر، ولكن كل النتائج تبدو بلا روح، بلا مشاعر، بلا لمسة إبداعية. في يقيني أن هذه التقنية مهما بلغ تطورها لا يمكنها أن تضاهي العقل البشري في إبداعه، فالرسومات التي يصنعها هذا الذكاء، لا يمكن أن تضاهي لوحة لفنان ظل لشهور وهو يرسمها، ويملأ فضاءها من روحه ومشاعره، كما أنه لا يمكن أن يبدع كما يبدع الكاتب في قصته ولا مسرحيته، ولا يمكن أن يبدع كما يبدع المصمم.