التكتم البيئي: المشكلة الصامتة التي تهدد كوكبنا

بقلم : د/ رشا الجزار 
يُعدُّ التكتم البيئي ظاهرة خطيرة تُشير إلى إخفاء أو التقليل من أهمية المشكلات البيئية أو الأضرار الناجمة عن بعض الأنشطة البشرية، سواء من قبل الحكومات أو الشركات أو حتى الأفراد. يتخذ هذا التكتم أشكالًا مختلفة، مثل التلاعب بالبيانات البيئية، عدم الإفصاح عن المخاطر الصحية، أو طمس الحقائق المتعلقة بالتلوث البيئي وآثاره السلبية على الإنسان والطبيعة.
أسباب التكتم البيئي:
هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى إخفاء الحقائق البيئية، منها:
1. المصالح الاقتصادية: تحاول بعض الشركات الصناعية، وخاصة في مجالات النفط، التعدين، والصناعات الثقيلة، إخفاء تأثيراتها السلبية على البيئة حتى لا تواجه مساءلات قانونية أو خسائر مالية.
2. الضغوط السياسية: بعض الحكومات تتجنب نشر الحقائق البيئية حفاظًا على سمعة الدولة أمام المستثمرين والسياح أو لتجنب ردود الفعل الشعبية.
3. نقص الشفافية: عدم وجود قوانين صارمة تلزم الجهات المعنية بالإفصاح عن المشكلات البيئية يسهم في تفاقم الظاهرة.
4. عدم الوعي البيئي: قلة الوعي لدى العامة حول القضايا البيئية تجعل من السهل تمرير المعلومات المضللة أو إخفاء الحقائق.
آثار التكتم البيئي:
يؤدي إخفاء المشكلات البيئية إلى تفاقم الأضرار دون إيجاد حلول مناسبة، ومن أبرز آثاره:
تدهور صحة الإنسان نتيجة التعرض لمصادر تلوث غير معلنة مثل الهواء الملوث والمياه السامة.
تفاقم التغير المناخي بسبب استمرار انبعاثات الغازات الدفيئة دون رقابة أو إجراءات للحد منها.
تدمير التنوع البيولوجي نتيجة استمرار الأنشطة الملوثة مثل إزالة الغابات والصيد الجائر دون توعية بالمخاطر.

كيفية مواجهة التكتم البيئي:
لمكافحة هذه الظاهرة، لا بد من اتخاذ خطوات فعالة، مثل:
1. تعزيز القوانين البيئية التي تفرض عقوبات على الجهات التي تخفي الحقائق البيئية أو تتلاعب بها.
2. زيادة الوعي البيئي من خلال نشر المعلومات الموثوقة وتعزيز الثقافة البيئية في المناهج الدراسية والإعلام.
3. تشجيع الصحافة البيئية لضمان كشف الانتهاكات البيئية ونقل الحقائق إلى المجتمع.
4. دعم الشفافية والمسؤولية المجتمعية عبر مراقبة الأنشطة الصناعية والزراعية والتأكد من التزامها بالمعايير البيئية.
التكتم البيئي ليس مجرد قضية بسيطة، بل هو خطر حقيقي يهدد صحة الإنسان واستدامة الكوكب. لذلك، لا بد من تحفيز الجهود العالمية والمحلية لضمان الشفافية البيئية والحد من هذه الظاهرة، لأن إنقاذ البيئة هو مسؤولية الجميع.