كتبت: كريمة سيد
تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، شهدت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، اليوم وقائع المؤتمر الصحفي الذي عقد بالمسرح الصغير، بدار الأوبرا المصرية، للكشف عن تفاصيل الدورة الـ 55 لمعرض القاهرة الدُولي للكتاب، والتي يفتتحها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وذلك بحضور الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهيلدا كليمتسدال سفير دولة النرويج بالقاهرة، حيث تأتي هذه الدورة تحت شعار: «نصنع المعرفة… نصون الكلمة»، وتُقام فعالياتها الثقافية في الفترة من 25 يناير الجاري حتى 6 فبراير المُقبل، وذلك بمركز مصر للمعارض الدولية، وتحل عليها مملكة النرويج ضيف شرف، وتم اختيار اسم عالم المصريات، الدكتور سليم حسن، شخصية المعرض، واسم الكاتب يعقوب الشاروني، شخصية معرض كتاب الطفل.
وجهت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، الشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على رعايته الكريمة للمعرض، ودولة رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، للتفضل بافتتاح دورة هذا العام الـ 55 للمعرض، والتي تأتي تحت شعار «نصنع المعرفة… نصون الكلمة»، تأكيدًا على ريادة مصر الحضارية والثقافية المتصلة منذ القدم حتى يومنا هذا، وبما يرسخ مكانة معرض القاهرة الدولي للكتاب، بوصفه واحدًا من ركائز الصناعات والمشروعات الثقافية.
وقالت وزيرة الثقافة: “نُعلن اليوم انطلاق دورة مميزة من تاريخ معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي أنار عبر تاريخه العريق عقولًا مصرية وعربية، وأسهم في بناء فكر أجيال وأجيال اعتزت بهويتها، وتلقت الكتاب باعتباره نبراسًا وهاديًا”.
وأضافت وزيرة الثقافة: “من ساحة الأوبرا بدأ المعرض، ومن الأوبرا نطلق الدورة الـ 55، هذه الدورة التي أتطلع إلى أن تكون علامة فارقة في تاريخ معرض الكتاب؛ حيث بُذل الكثير من الجهد، وسخرت الدولة المصرية إمكاناتها، تقديرًا لمكانة الثقافة والكتاب”.
وأوضحت وزيرة الثقافة، أن وجود مملكة النرويج ضيف شرف على المعرض هذا العام، هو اتجاه للثقافة العربية نحو التخاطب مع ثقافة شمال أوروبا، وتعريف الآخر بالإبداع المصري والعربي، مما يتيح آفاقًا رحبة للتبادل الثقافي، والإبداعي، والتفاعل المباشر بين المبدعين والجمهور، بمختلف مشاربه وروافده الثقافية، وهو حرص وزارة الثقافة على العدالة الثقافية في الداخل، والانفتاح على الثقافات الإنسانية.
وأكدت وزيرة الثقافة، أن المعرض يأتي في دورته الحالية متحديًا الصعاب التي تواجه العالم، بمشاركة 1200 ناشر، من قارات العالم، بزيادة 153 ناشرًا عن الدورة الماضية، ويبلغ عدد الدول المشاركة 70 دولة من جنسيات مختلفة، الأمر الذي يثري ويؤكد فكرة شعار المعرض “نصنع المعرفة… نصون الكلمة”.
وأشارت وزيرة الثقافة، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب، يتمتع بتاريخ حافل ورحلة عطاء، تؤكد اهتمام الدولة المصرية بالثقافة ودعمها، ومساندة مبدعيها باعتبارهم “القوة الناعمة”، وتتسق مع رؤية الجمهورية الجديدة في بناء الإنسان.
وتابعت وزيرة الثقافة: “يجتمع تحت سقف معرض الكتاب الأدباء من مصر والوطن العربي، بل والعالم، ويزوره ملايين عدة من القراء الذين تنصب اهتماماتهم بالاطلاع على كل ما هو جديد، حتى يبدو المشهد أشبه بكرنفال ثقافي كبير، ويشهد البرنامج الثقافي للمعرض فعاليات ومؤتمرات عن أقطاب الثقافة المصرية والعربية، من المفكرين والمثقفين، ويطرح قضايا تتماس مع العالم الرقمي الجديد، ويتناول العديد من القضايا الفكرية والاجتماعية والوطنية”.
وأضافت وزيرة الثقافة: “لقد حرصنا على تطوير المعرض في دورته الماضية الرابعة والخمسين، وكان هدفنا أن نرتقي بالمعرض في دورته الحالية ارتقاء يعكس مكانة مصر وثقافتها الأصيلة، وتشرفنا بالحضور في هذه الدورة، الأميرة ميته ماريت، قرينة ولي عهد النرويج، ووزراء خارجية فنزويلا، وألبانيا، وشخصيات ثقافية عربية وأجنبية، إضافة إلى قاماتنا الفكرية، كما حرصنا أن نوثق روابط الحضارة الإنسانية من خلال لقاءات ومؤتمرات، تربط الحضارات العريقة بمصر مهد الحضارة”.
واختتمت وزيرة الثقافة: “أعدكم أن يكون المعرض هذا العام فارقًا في رؤيته، رائدًا في مكانته، وأن يكون نقطة بارزة في تاريخ معرض القاهرة والمعارض العالمية”.
ورحب الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، بالحضور، موضحا أن الدورة الحالية من المعرض، تحل عليها مملكة النرويج “ضيف شرف”، مما يؤكد الدور المؤثر للثقافة المصرية في العالم، ومدى تأثيرها في بناء الإنسان، ونشر المعرفة الإنسانية، مؤكدًا أن الدورة الحالية، تُقام على مساحة 80 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم (5) صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1200 دار نشر، من 70 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 5250 عارضًا هذا العام.
وأشار بهي الدين، إلى أن بوستر المعرض جاء من تصميم الفنان الدكتور أشرف رضا، أستاذ الفنون الجميلة، معبرًا به عن روح الفن المصري القديم، وهو ما يؤكد شعار الدورة (نصنع المعرفة… نصون الكلمة)، لذا يأتي البرنامج الثقافي للدورة الـ 55، معبرًا عن ذلك، ومرسخًا للهوية الثقافية المصرية، ومؤكدًا على مكانة مصر الثقافية في الحضارة الإنسانية، والدور الذي قدمته لتاريخ المعرفة وتكوين الوعي الإنساني على مر التاريخ، لافتًا إلى أن البرنامج يضم ما يقرب من 550 فعالية، تقام على مدار أيام المعرض.
وأكد بهي الدين، على استمرار التعاون مع المؤسسات القومية التي تدعم المشروع الثقافي المصري، كما سيعلن المعرض عن جوائزه، والتي تأتي برعاية البنك الأهلي.
وأوضح بهي الدين، أن المعرض هذا العام استحدث محورًا جديدًا بعنوان “مؤتمر اليوم الواحد”، الذي يضم 6 مؤتمرات، منها: مؤتمر “تقنيات الذكاء الاصطناعي”، بالتعاون مع جامعة مصر المعلوماتية، ومؤتمر “الترجمة عن العربية- جسر للحضارة”، بمشاركة وزارات الثقافة والأوقاف، ويشارك فيه عدد من المؤسسات المصرية والعربية، ومؤتمر “الملكية الفكرية.. حماية الإبداع في الجمهورية الجديدة”، ومؤتمر “طه حسين”، ومؤتمر “نازك الملائكة”، كما يحتفي المعرض بمشروعات ثقافية جديدة: «ديوان الشعر المصري»، و«استعادة طه حسين»، و«حكايات النصر»، و«عقول»، وهي مشروعات استحدثتها هيئة الكتاب لترسيخ الفكر المصري في علاقته بالعالم أجمع.
وأكد بهي الدين، أن المعرض يحرص على تحقيق رؤية مصر 2030، في دور الشراكات المؤسسية والمجتمعية؛ حيث يواصل المعرض للمرة الثانية على التوالي، تقديم مبادرات ومشروعات عدة مع مؤسسات رسمية، مثل: مبادرة “دويّ” مع المجلس القومي للمرأة، وهي المبادرة القومية لتمكين الفتيات وتوصيل أصواتهن وحصولهن على المهارات والخدمات الرئيسة، واستمرار مبادرة “وعي” مع وزارة التضامن الاجتماعي، والاحتفاء بإصدار 200 عنوان من مشروع “رؤية- رؤية للنشء” مع وزارة الأوقاف، كما أنه يشهد مشاركة 94 وزارة ومؤسسة مصرية وعربية، منها على سبيل المثال: وزارة الدفاع– وزارة الداخلية– هيئة الرقابة الإدارية ممثلة في “الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد”- وزارة الأوقاف– وزارة الشباب والرياضة– وزارة التضامن الاجتماعي– الأزهر الشريف– دار الإفتاء- مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء- المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»- نادي القضاة، وغيرها من المؤسسات الرسمية.
وتابع بهي الدين: “إن المعرض يلتزم بخطة الدولة متمثلة في وزارة الثقافة، والهيئة المصرية العامة للكتاب، لدعم صناعة النشر، والناشرين المصريين بشكل عام، حيث تم تخصيص جناح لدور النشر الناشئة المتقدمة للمشاركة بالدورة الحالية، ولم تستوفِ شروط الاشتراك من حيث عدد الإصدارات، ويضم الجناح مجموعة كبيرة من دور النشر الصغيرة التي تقدمت بطلب المشاركة”.
وقالت السفيرة هيلدا كليميتسدال، سفيرة المملكة النرويجية بالقاهرة: “إنه لمن دواعي سروري، أن أكون هنا اليوم”، وتقدمت بالشكر للدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، والدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، على اختيار النرويج ضيف شرف هذه الدورة.
وتابعت كليميتسدال: «نحن ممتنون للغاية لدعوتنا لأن نكون ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024، ويشرفنا أن نكون جزءًا من هذا الحدث المهم، فمصر أم الدنيا، بتاريخها وثقافتها الفريدة، وألهمت العالم بالعلم والفنون منذ آلاف السنين”.
وأضافت كليميتسدال: «يسعدني جدًا زيارة صاحبة السمو الملكي الأميرة ميته ماريت، زوجة ولي العهد بالنرويج، لمصر، وحضور معرض القاهرة الدولي للكتاب، برفقة وزير خارجيتنا، السيد إسبن بارث إيدي».
وأوضحت سفيرة النرويج، أن المشاركة رفيعة المستوى تُعد شهادة على أهمية العلاقات الثنائية في المجالات كافة بين البلدين، مشيرة إلى أن مشاركة صاحبة السمو الملكي الأميرة ميت ماريت، بوصفها سفيرة الأدب النرويجي على المستوى الدولي، وبخاصة أنها قارئة شغوفة وتحرص على نشر القراءة للأجيال الجديدة.
وأكدت كليميتسدال، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب، يمثل فرصة عظيمة لتقديم مجموعة واسعة من الأدب النرويجي في مصر والعالم العربي، نظرًا لكونه واحدًا من أكبر معارض الكتب على مستوى العالم، الذي يزوره الملايين من محبي القراءة، كما نعتبره بوابة مهمة لترويج الأدب والفن والثقافة النرويجية للجمهور العربي.
وأشارت كليميتسدال، إلى أن الكتب المترجمة تقرب بين دول العالم المختلفة، وتسمح بتوسيع فهمنا لبعضنا البعض، واكتساب تجارب جديدة، ويتمتع الأدب بقدرة فريدة على مد الجسور بين الثقافات، وتعزيز التعاون عبر الحدود.
وقالت كليميتسدال: “إن ترجمة الكتب من النرويجية إلى العربية تحدٍ كبير، وهدفنا كضيف شرف هنا في القاهرة هو تعزيز هذا الجهد، وأن تسير الترجمات في الاتجاهين، بحيث يصبح المزيد من الأدب العربي متاحًا للجمهور النرويجي، ونأمل أن يؤدي اللقاء بين الأدباء من النرويج والقراء العرب في معرض القاهرة للكتاب، إلى جلب المزيد من المعرفة حول عالم الثقافة العربية إلى النرويج”.
وتابعت كليميتسدال،: «ومن خلال دورنا كدولة ضيفة، نريد إشعال متعة القراءة، وإظهار أهمية القراءة للأطفال من جميع الأعمار؛ من خلال تسهيل التواصل بين صُنّاع النشر في مصر والنرويج، لتعزيز عملية الترجمة من اللغة النرويجية إلى العربية، وتحفيز الحوار بين الجمهور النرويجي والعربي».
وأوضحت، أن النرويج تمتلك العديد من المؤلفين العالميين المقرر مشاركة البعض منهم في فعاليات المعرض ولقاء القراء المصريين والجمهور الناطق باللغة العربية، ومشاركة بموضوعات حول القضايا المهمة في عصرنا، مثل: «الاستدامة، وتغير المناخ، والبيئة، والمساواة بين الجنسين».
وأكدت أن البرنامج الثقافي لضيف الشرف، يمتد على مدى 13 يومًا، كل يوم، يتم التركيز على مؤلف نرويجي وأعماله الأدبية، فالعديد من المؤلفين الذين يشاركون في البرنامج الأدبي لهم منشورات حديثة من قبل ناشرين مصريين أو عرب، وسينضم المؤلفون والباحثون والصحفيون والناشرون والعلماء المصريون إلى المحادثات في البرنامج، كما سيتم التركيز بشكل خاص على أدب الطفل من خلال مشاركة عدد من المؤلفين ورسامي كتب الأطفال النرويجيين في الفعاليات، لما يلعبه أدب الطفل من دور محوري في تشكيل العقول الشابة، وتعزيز الخيال، وغرس القيم، ووضع الأُسس لحب القراءة والتعلم مدى الحياة.
وأشارت إلى أنها تأمل في أن تتم ترجمة أعمال “يون فوسه” الحائز على جائزة نوبل إلى اللغة العربية، لإتاحتها للجمهور المصري والعربي للتعرف على أعماله في معرض الكتاب، مؤكدةً أن معرض القاهرة الدولي للكتاب بمثابة منطقة حوار لممثلي الدول العربية والضيوف النرويجيين، والأداة المثلى لبناء جسور قوية بين البلدان.
وتقدم الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، بالشكر للحكومة المصرية على قرارها الحكيم بضم اتحاد الناشرين العرب إلى اللجنة الإدارية العليا لتنظيم المعرض، -ممثلًا في رئيس الاتحاد-، للتعبير عن وجهة نظر الناشرين العرب في مشاركتهم بمعرض القاهرة، ليحققوا الفوائد المرجوة لهم في عرض إصداراتهم المتنوعة في شتى مجالات العلم والمعرفة، مؤكدًا: «قلَّما تنتهج المعارض العربية للكتب ذلك الفعل، وتضم ممثلًا عن الناشرين العرب في تنظيمها».
وقال رشاد: «إيمانًا وتقديرًا من اتحاد الناشرين العرب بالتعاون الدائم والمثمر مع معرض القاهرة الدولي للكتاب عبر السنوات السابقة، وما يقدمه في الدورة الحالية الـ55، للناشرين العرب من دعم وتسهيلات، أن يعلن الاتحاد عن مبادرة من أعضائه العرب تحت شعار “الجميع يقرأ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55″، وذلك بمنح خصومات تصل إلى 50% للقراء والهيئات والمؤسسات الثقافية، وسوف تعلن هذه المبادرة من خلال وسائل الإعلام والإعلان بأشكالها كافة».
وقال سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين: ” لقد تم إجراء قرعة علنية بشفافية وعدالة ونزاهة لتسكين جميع الناشرين المصريين والعرب بالمعرض، وذلك بمقر اتحاد الناشرين المصريين، وتم استيعاب جميع الناشرين الذين تقدموا للاشتراك في المعرض لإتاحة الفرصة للجميع لعرض أحدث إصداراتهم وإنتاجهم للجمهور المصري والعربي، وتلبية الطلبات كافة التي تقدم بها الاتحاد إلى الهيئة”.
وأكد عبده أن مصرنا العزيزة ستظل دائمًا في الريادة والصدارة بإنتاجها الفكري والثقافي، وقدرة مثقفيها ومبدعيها وناشريها على العطاء الذي لا ينضب، متمنيًا أن تكون هذه الدورة ناجحة ومميزة لجميع الناشرين المصريين والعرب والأجانب.
وعن بوستر معرض الكتاب الـ 55 يعبر عن روح الفن المصري:
قال الدكتور أشرف رضا، أستاذ الفنون الجميلة، مصمم بوستر معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ55 لعام ٢٠٢٤: “إن التصميم هذا العام اتخذ روح الفن المصري القديم، دمجاً مع فن الخط العربي، ويتصدر التصميم نحت بارز للمعبودة “سيشات” إلهة الحكمة والمعرفة والكتابة في مصر القديمة، حيث يرجع لها الفضل في اختراع الكتابة، وارتبط اسمها بمجالات علم الفلك والمعمار والبناء والرياضيات، وهي المجالات المعتمدة أساساً على مهارات الكتابة والتدوين، وعلى جانب التصميم يظهر شخصية المعرض هذا العام سليم حسن (١٨٩٣-١٩٦١)، أحد رواد علم الآثار، وصاحب موسوعة “مصر القديمة”، والعديد من الدراسات الرائدة في هذا المجال، ويليه شخصية معرض الطفل يعقوب الشاروني (١٩٣١-٢٠٢٣)، أحد رواد أدب الأطفال في مصر والعالم العربي، ثم تأتي ضيف شرف المعرض مملكة النرويج، أما خلفية التصميم فتبدو كالبرديات القديمة، ولكن بعلامات مائية بالخط العربي تحمل شعار الدورة في إيقاع متكرر (نصنع المعرفة… نصون الكلمة)».
سليم حسن شخصية معرض القاهرة
كانت اللجنة العليا للمعرض هذا العام قد قررت اختيار اسم عالم المصريات الدكتور سليم حسن شخصية الدورة الـ 55، لما له من دور كبير في ترسيخ الهُويَة المصرية؛ من خلال تناوله تاريخ مصر وحضارتها من عصور ما قبل التاريخ، مرورًا بالدولة القديمة والوسطى والرعامسة والعهد الفارسي، وانتهاءً بأواخر العصر البطلمي.
سليم حسن، انتسب مبكرًا إلى قسم التاريخ الفرعوني بمدرسة المعلمين، الذي أنشأه أحمد كمال باشا، الأثري الجليل. سافر حسن إلى فرنسا أربع سنوات ونصف ليحصل على ثلاث دبلومات تخصصية في التاريخ الفرعوني. ولدى عودته ألحقه الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، بالسلك الجامعي ليصبح أستاذًا في التاريخ القديم بجامعة فؤاد الأول، لكنه لم يقنع بالمنصب الذي لا يُرضي طموحه الكبير إلى مزاحمة الأجانب فيما احتكروه من علم المصريات بحثًا ودراسة وتنقيبًا، فقرر التوجه إلى النمسا ليحصل على شهادة الدكتوراه، وبموجب ذلك الطموح العلمي، كافح لنيل موافقة رسمية من إدارة الجامعة لكي يكون أول مكتشف مصري في بعثة جامعية رسمية لدراسة مصر القديمة؛ حيث بدأ الحفر بمنطقة الأهرامات، واكتشف مقبرة لرجل من النبلاء من حاشية أحد ملوك الأسرة الخامسة، وفى باطنها استقرت عشرات التماثيل، بخلاف مصاطبها الكثيرة. وتوالت اكتشافات الأثري المكافح، فاكتشف 19 مصطبة أخرى في موسم عام 1930، وجدران فناء الملك تحتمس الرابع عند سفح أبي الهول. ثم في الموسم الثالث عام 1931، كان أهم اكتشافاته، هرم الملكة خنتكاوس و8 مقابر أخرى، بخلاف 32 مصطبة جديدة، ونشر حفائره باللغة الإنجليزية. واستمرت مواسم الحفر لعشرة مواسم كاملة، انتهت عام 1939، عندما اكتشف 159 مصطبة من الدولة القديمة في الجبانة الشرقية بالجيزة. ومنذ عام 1940 حتى وفاته عام 1961، عكف على إخراج أعظم إنجازاته الفكرية، موسوعته الشهيرة «مصر القديمة» في 16 جزءًا، فضلًا عن كتابه «الأدب في مصر القديمة»، في جزءين. ومن مؤلفاته أيضًا: كتابه بالإنجليزية «أبو الهول» ترجمة جمال الدين سالم، و«أقسام مصر الجغرافية في العهد الفرعوني»، وترجمته لكتاب «فجر الضمير» لـ جيمس هنري برستد… وغيرها من أعمال كتبها باللغتين الإنجليزية والفرنسية.
وبهذا جمع الدكتور سليم حسن بين الاكتشافات الأثرية والتأليف، والترجمة، ليصبح واحدًا من أهم علماء المصريات القلائل في مجاله.
يعقوب الشاروني شخصية معرض الطفل
كما قررت اللجنة العليا للمعرض اختيار اسم كاتب الأطفال الكبير يعقوب الشاروني، ليكون شخصية معرض الطفل هذا العام، بوصفه أحد أبرز رواد أدب الطفل في العالم العربي، وله مشروع ثقافي عظيم، وإنتاج أدبي أقل ما يوصف به أنه شديد الغزارة شديد التنوع شديد التأثير، فضلًا عن استلهام معظم مؤلفاته من التراث الشعبي المصري، هذا إلى جانب تأثيره في أجيال وأجيال من القراء والكتَّاب. وأعادت الهيئةُ إصدار عدد من مؤلفاته، فضلًا عن إعداد كتاب احتفائي عن الراحل، يضم شهادات كتبها عدد وافر من الكتاب، من مختلف الأجيال، امتازت جميعها بطابع المحبة، وجاء تحت عنوان “في محبة يعقوب الشاروني”، وقد كتب هذه الشهادات كُتاب من مصر والوطن العربي، ومن إيطاليا والصين والهند. وتُصدر الهيئة مجموعة من مؤلفات الراحل، هي: «أجمل حكاياتنا العربية»، و«البخلاء»، و«حكايات إيسوب»، و«زهرة السعادة»، ومسرحية «أبطال بلدنا».
برنامج النشاط الثقافي
البرنامج الثقافي للمعرض يُقام في 7 قاعات، وصالة كاملة لكتب وأنشطة الطفل، وأماكن للفنون الحرة، فتحتوي قاعاته الأنشطة، الآتية:
– القاعة الرئيسية «قاعة سليم حسن» (الحضارة ضمير الإنسانية- الهرم سر اكتشفته التكنولوجيا الحديثة- الحوار الوطني المستمر- مستقبل الصحافة الورقية- خريطة السكان في مصر إلى أين؟) وغيرها.
– القاعة الدولية (دانتي شاعر المتوسط- مختارات شعرية “عشرون شاعرة أمريكية حائزات على جائزتي نوبل وبوليترز”)، هذا إلى جانب محور مبدعون وجوائز ويستضيف (زهران القاسمي- أحمد عبد الملك- عائشة السيفية- سعود السنعوسي- علي جعفر العلاق- حسن طلب- يمنى طريف الخولي)… وغيرهم.
– قاعة الصالون الثقافي (الطريق إلى النصر ودور حرب الاستنزاف- آفاق الفلسفة في عالم جديد- نجيب محفوظ ويحيى حقي من مشروعات السرد العربي- مئوية ميلاد حنا- علي رضا- فؤاد المهندس- مصطفى لطفي المنفلوطي- حامد ندا) وغيرها.
– قاعة فكر وإبداع (تضم مناقشة 26 كتابًا فكريًا، منها: الذكاء الاصطناعي في دراما السينما والتليفزيون والمنصات، ورجال عاشوا ألف عام، والمسرح الشعري، والأدب الشعبي الأفريقي)، بالإضافة إلى 26 كتابًا إبداعيًا بين القصة والرواية، منها: روايات (ريم بسيوني، وأحمد صبري أبو الفتوح)… وغيرهما.
– قاعة الشعر (تضم مجموعة من الأمسيات الشعرية لشعراء العامية والفصحى المصريين ومجموعة من الشعراء العرب والأجانب، حيث يبلغ عدد الشعراء المشاركين أكثر من 200 شاعر).
– عروض فنية تفاعلية )فعاليات يمتزج فيها جمهور المعرض مع تراثه من الأداءات التراثية التي نشأ وعاش عليها في البراح المعتاد)، وذلك بالتعاون مع جميع قطاعات وزارة الثقافة منها: (الهيئة العامة لقصور الثقافة، دار الأوبرا المصرية، المركز القومي لثقافة الطفل، أكاديمية الفنون… وغيرها).
البرنامج الثقافي لضيف الشرف
تشارك مملكة النرويج ضيف شرف الدورة الـ55 للمعرض، ببرنامج ثقافي كبير، يضم مجموعة من الكتاب والمبدعين في النرويج، لتعريف العالم العربي، بالثقافة النرويجية، إلى جانب أدب الطفل في النرويج. ومن بين الأدباء النرويجيين المشاركين في المعرض: الكاتب تيرجي تيفيدت مؤلف كتاب عن النيل، والكاتب جوستاين غاردر، والكاتبة لين ستارلسبيرج.
ويحتفي البرنامج بأديب نوبل النرويجي “يون فوسه”؛ حيث يخصص يومًا كاملًا له في المعرض، لتناول أعماله، ومؤلفاته وأشعاره المختلفة، كما يحتفي بأهم كتاب المسرح في النرويج: هنريك إبسن، المعروف بـ «أبو المسرح النرويجي».
وبالنسبة إلى أدب الأطفال، يحتفي البرنامج بأدب الطفل، من خلال مشاركة نسرين مكتبي برقوقي، مديرة المركز القومي لكتب الأطفال والشباب بأوسلو، وذلك باعتبار المشاركة تبادلًا للخبرات في مجال الكتابة للطفل بين النرويج والعالم العربي.
نشاط الطفل في المعرض
يحرص البرنامج الثقافي للطفل في الدورة الجديدة من المعرض، على بناء الطفل ثقافيًا وتشكيل وعيه في إطارٍ من روح الانتماء والحس الوطني؛ من خلال أسلوب جاذبٍ؛ ويتناول البرنامج مجموعة من الفعاليات التي ستقدم داخل القاعة المخصصة لنشاط الطفل، منها الأنشطة القولية، والعروض الفنية «مسرح- أراجوز- عرائس- غناء- سيرك» وغيرها، فضلًا عن عدد من البرامج مثل: «لقاء مع رئيس تحرير، وحفلات توقيع للمبدعين الصغار، وتكريم مسيرة أدبية أو فنية للأطفال، وعروض كتب، وحكايات الانتصار، وحكايات سيناوية، ولقاء مع مبدعي المحافظات، ومعارض فنية، وورش فنون تشكيلية، وورش حكي»، يشارك فيها عدد كبير من مبدعي ورسامي وفناني ثقافة الطفل في القاهرة والمحافظات، هذا إلى جانب حكايات حول البيئة، بالإضافة إلى وجود شاشة عرض سينمائية لتقديم فيديوهات لأفلام الكارتون، والأغاني، والمسرحيات، والعرائس، والأفلام التوعوية، وغيرها.
ويتناول برنامج الطفل محور «شخصية المعرض للأطفال الكاتب الكبير يعقوب الشاروني»، حيث يقدم 5 ندوات في القاعة الرئيسية، لمناقشة مجموعة من الموضوعات، منها: «التاريخ والتراث، ورواية اليافعين، والنقد، عند يعقوب الشاروني»، يشارك فيها نخبة من كتابي أدب الطفل، والمتخصصين.
الجديد بالمعرض
استحدث المعرض هذا العام محور «مؤتمر اليوم الواحد»، الذي يضم 6 مؤتمرات، منها: مؤتمر تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع جامعة مصر المعلوماتية، ومؤتمر الترجمة عن العربية جسر للحضارة، بمشاركة وزارات الثقافة والأوقاف، ويشارك فيه عدد من المؤسسات المصرية والعربية، ومؤتمر الملكية الفكرية.. حماية الإبداع في الجمهورية الجديدة، ومؤتمر طه حسين، ومؤتمر نازك الملائكة.
كما يحتفي المعرض هذا العام بالعديد من المشروعات الثقافية الجديدة التي أطلقتها الهيئة، وهي: «ديوان الشعر المصري»، «استعادة طه حسين»، و«حكايات النصر»، و«عقول» الموجهة إلى مخاطبة فئة الشباب الشريحة المصرية الواعدة، لإبراز أصحاب التجارب الرصينة في الفكر والأدب والعلوم الإنسانية.
ويقدم المعرض هذا العام في إطار رؤية مصر 2030 التي تركز على التحول نحو اقتصاد رقمي، ولدمج أكبر عدد من المواطنين في النظام المالي تعاقدت الهيئة مع شركة “إيزي كاش” للدفع الإلكتروني، لتحصيل المستحقات المالية الخاصة بدور النشر والناشرين المصريين والأجانب بماكينات الدفع الإلكتروني، وتطبيق التجار باستخدام رمز الاستجابة السريع (QR Code) وإصدار وتفعيل وشحن محفظة “إيزي كاش” الإلكترونية للأفراد، وكارت “إيزي كاش” مسبق الدفع للزائرين والمشاركين.
الجديد بالبرنامج المهني «برديات 3»
يواصل البرنامج المهني للعام الثالث على التوالي مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بعد النجاح الكبير الذي حققه على مدار الدورتين الماضيتين، ليأتي البرنامج المهني – برديات 3 هذا العام، متضمنًا مجموعة من الندوات الخاصة بصناعة الكتاب والنشر، إلى جانب برنامج «القاهرة تنادي»، الذي يستهدف مساعدة الناشرين والوكلاء والهيئات الثقافية من جميع أنحاء العالم على الوصول إلى الناشرين المصريين والعرب، والتواصل معهم بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وذلك من خلال قضاء 3 أيام فى بداية المعرض فى عملية التعرُّف على أنسب دور النشر لاختيار بعض الناشرين للعمل معه.
خدمات المنصة الرقمية في الدورة 55
تسهيلًا على زوار المعرض في دورته الـ55، تتيح الهيئة من خلال المنصة الرقمية، إحدى الوسائل الفعالة لنشر الثقافة المصرية إقليميًا ودوليًا؛ العديد من الخدمات، من بينها: تمكين الزائرين من الحصول على تذاكر الدخول لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، عن طريق اختيار عدد مرات الحضور للمعرض، ومن ثم اختيار طرق الدفع المتاحة، وازدادت طرق الحصول عليها هذه الدورة، لتكون الخدمة سهلة عن طريق تطبيقات الدفع الإلكترونية سواء بطاقات الدفع “فيزا – ماستركارد – ميزة”، أو عن طريق “باي موب – الأهلي ممكن – أمان”.. وغيرها؛ وتم تحديد سعر التذكرة الإلكترونية بقيمة 5 جنيهات، والدخول من بوابة vip وجميع البوابات، وكذلك إمكانية شراء الكتب إلكترونيًا من خلال خدمات الدفع المتعددة التي تتيحها المنصة لرقمنة الخدمات المقدمة، لتساعد على التحول من الإجراءات الورقية المتبعة إلى عصر التحول الرقمي، وتوصيلها عن طريق البريد المصري لأي مكان داخل مصر تسهيلًا على القراء، وتأكيدًا على محور العدالة الثقافية ونشر الثقافة في أنحاء الجمهورية كافة من دون تمييز.
وعملت الهيئة المصرية العامة للكتاب على التحول الرقمي بالكامل؛ حيث بدأت في إجراءات ميكنة خدمة الاشتراك في المعارض من الناشرين عن طريق التقديم إلى المعرض من خلال المنصة، ورفع بيانات دار النشر والكتب المشارك بها في المعرض، ودفع رسوم الاشتراك إلكترونيًا.
ويستقبل المعرض زواره يوميًا من 10 صباحًا حتى 8 مساءً، عدا يومي الخميس والجمعة من 10 صباحًا حتى 9 مساءً، وتأتي خطوات التطوير تباعًا وضمن الخطط المستقبلية المرجوة من قبل الهيئة، لمواكبة استراتيجية الجمهورية الجديدة في مواكبة التحول الرقمي والدخول إلى عالم المستقبل، ورؤية مصر 2030، وإيمانًا بتوجه الدولة المصرية نحو التحول الرقمي، ودعمًا للعدالة الثقافية، وتشجيعًا لمبادرة اتحضر للأخضر باستخدام مكونات صديقة للبيئة.
الدعم اللوجيستي الدائم طوال أيام المعرض
تستمر هذه الدورة في تفعيل حزمة الدعم اللوجيستي من غرفة عمليات دائمة بالمعرض، وخدمة الدعم الفني، وخدمة عملاء Online على المنصة وكذلك تطبيق واتساب، وتخصيص المسار الخاص والسريع لكبار السن وذوي القدرات الخاصة، والسماح لهم بالدخول بصحبة مرافق من جميع البوابات.
إجراءات دخول المعرض
سعر تذكرة الدخول 5 جنيهات، وخطوات التسجيل للحصول على تذكرة الزيارة على الرابط الخاص بالموقع https://cairobookfair.gebo.gov.eg ، أو من خلال الكلمات الدلالية على محرك البحث جوجل، ويتبعها الضغط على خيار احجز تذكرتك، ثم إدخال البيانات الشخصية المطلوبة: الاسم- رقم الهاتف- البريد الإلكتروني- العمر- الجنسية- النوع، وحتى الحصول على تذكرة الزيارة؛ حيث يتم بعد الانتهاء من عملية التسجيل إرسال نسخة من التذكرة في رسالة نصية على واتساب للرقم المسجل، ونسخة أخرى على البريد الإلكتروني تحتوي على بوابة الدخول واليوم المحدد للزيارة.
طريقة الوصول إلى المعرض وتسهيل الانتقال
فيما يتعلق بتسهيل الانتقال على الجمهور من زائري المعرض، خصصت وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة النقل والمواصلات ممثلة في هيئة النقل العام، 11 خط أتوبيس من وإلى مقر المعرض، وتنطلق من مختلف مناطق القاهرة، وتعمل عليها 115 سيارة بمتوسط زمن تقاطر 20 دقيقة، وذلك تيسيرًا على الزوار.
كما يتضمن المعرض مجموعة من الخدمات يقدمها لزائريه منها: خدمة توصيل الكتاب عبر البريد المصري، مسارات خاصة لكبار السن وذوي القدرات الخاصة، استراحات للجمهور، أماكن للخدمات.