رئيس التحرير”محمود سلامة يكتب “جبر الخواطر”

كتب رئيس التحرير”محمود سلامة”

ماذا قال الرسول عن الخواطر؟
ما معنى كلمة جبر الخواطر؟
من اعظم العبادات عند الله جبر الخواطر؟
وجبر الخواطر هى عبادة يسيرة، ليس شرطا أن تبذل فيها مالا، أو جهدا، فيمكن أن تتحقق بابتسامة، بمسحة على رأس يتيم، بتواضع مع الغير ورفع الحرج عنهم.. وهكذا «جبر الخواطر» من أعظم العبادات، لذا كان من ثواب فاعلها أن يكافئه الله عز وجل بجبر خاطره، ويكفيه شر المخاطر.

الفقر هو حالة يعاني منها الكثير من الناس في مجتمعنا ويعتبر من أصعب التحديات التي يمكن أن يواجهها الإنسان. وعلى الرغم من أن الإسلام يعتبر الفقر مشكلة اجتماعية واقتصادية هامة، إلا أنه يوجد فيه حلاً لجبر خواطر الفقراء.

تعمل الفقر على إحداث تأثير كبير على نفسية الفرد. قد تؤثر حالة الفقر في صحته النفسية والعقلية، وتجعله يشعر بالضيق واليأس وعدم الثقة بنفسه. وفي الإسلام، يعتبر جبر خواطر الفقراء واجبًا على المسلمين، حيث يُحث على التكافل الاجتماعي ومساعدة الآخرين.

في القرآن الكريم، يُذكر في العديد من الآيات ضرورة مساعدة المحتاجين والفقراء. فعلى سبيل المثال، يقول الله تعالى في سورة الإنسان: “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ۚ ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون” (الآية 9). هذه الآية تحث المؤمنين على التخلي عن الشح والانغماس في المساعدة والتكافل.

وفي سورة البقرة، يُوجه الله تعالى رسالة مشابهة حول جبر خواطر الفقراء. يقول الله تعالى: “مَّا يُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ” (الآية 272). هذه الآية تشجع المؤمنين على الإنفاق في سبيل الله، وتؤكد أنهم سيُجازون بإحسان من قِبَل الله، دون أن يُظلموا.

ومن أجل تحقيق جبر خواطر الفقراء، أنشأ الإسلام مبادئ وسنن تساعد في تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل. فمن السُنَن التي أنشئت لهذا الغرض، فرض زكاة المال على المسلمين الأغنياء. تعتبر زكاة المال واجبًا قرآنيًا وتعتبر أحد أركان الإسلام. يُستخدم هذا المبدأ للتخفيف من معاناة الفقراء وتحقيق العدالة الاجتماعية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الإسلام يشجع على الصدقات والتبرعات الخيرية لجبر خواطر الفقراء. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “الصدقة لا تمنع مالاً وشيئاً، ويُصْبِحُ أحدكم على منبته وفي راحلته بصدقة، حتى يُرْتَسَمَتْ بها جُرْحُهُ، أو يَغْنِمَتْهُ مِنْ الأخبار” (صحيح البخاري). بهذا الحديث، يحث النبي على إعطاء الصدقات بشكل منتظم وسخاء لتقديم الدعم النفسي والمعنوي للفقراء.

ويعتبر العمل الخيري ومساعدة الفقراء واجبًا على المسلمين، وتعتبر عملية مشتركة بين الحكومة والمجتمع. يجب أن يعمل الجميع معًا لضمان جبر خواطر الفقراء، سواء من خلال توفير فرص العمل أو توفير الدعم المالي والمعيشي للفقراء.

في الختام، يجب على المسلمين أن يعيروا اهتمامًا كبيرًا لجبر خواطر الفقراء، وأن يساهموا في تقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم. يجب أن نتذكر أننا جميعًا نحن أنصار الإسلام، ويجب علينا أن نعيش وفقًا لتعاليمه، بتكافل أكثر ومساعدة الآخرين في جبر خواطرهم وتحقيق العدالة الاجتماعية.