بقلم الإعلامي د/ حسين المصري
تشهد البشرية اليوم تطورات مذهلة في مجالات علوم الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، وأصبحت تأثيرات هذه التطورات واضحة وبشکل كبير على مختلف جوانب الحياة الإنسانية؛ حيث يشهد العالم الآن تحولات کبيرة في المفاهيم والنظريات السياسية والعسكرية التقليدية التي سادت لعقود كثيرة، وذلک بفضل الثورة الهائلة التي أحدثتها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتي باتت من أهم المحددات المؤثرة في إعادة تشکيل موازين القوى السياسية والعسكرية في العالم، فقد شهد العالم في العصر الحديث تطوراً لطبيعة الحروب واختلافاً في أساليبها عن الحروب التقليدية السابقة، وأطلق الباحثون ومراکز البحوث الإستراتيجية على هذا النوع من الحروب مُسمى حروب الجيل الرابع.
وقد راج مصطلح حروب الجيل الرابع في السنوات الأخيرة لوصف نوع جديد من الحروب غير التقليدية، حيث تُعرف حروب الجيل الرابع بأنها ” نوع من الحروب التي تستهدف القضاء على العدو داخلياً، بدلاً من تدميره عسکرياً باستخدام أسلحة وأدوات مختلفة، والتي تعتمد بشکل كبير على التكنولوجيا”؛باستخدام كل أدوات ووسائل الميديا والدعاية الحديثة الأكثر تطورا لشن هجمات كاسحة على ثقافة وأيديولوجية العدو باستغلال الاختلافات العرقية والدينية، بل والمذهبية داخل الدين الواحد لهدم الدولة من الداخل، ومن أساليب هذه الحرب أيضا تواصل الحرب النفسية من خلال تكثيف الشائعات وزرع العملاء وحشد الكتائب الإلكترونية التي تروج الأكاذيب والأخبار الزائفة وتتصيد أوجه القصور التي لا تخلو حكومة منها، والاعتماد علي بث سمومها من خلال الأخبار والمعلومات التي تنشرها للرأي العام محاولة بذلك إضعاف هيبة الدول.
Facebook Comments Box