العلاج النفسي وتحقيق الصحة النفسية.
بقلم : الإعلامي الدكتور حسين المصري
قيل أن الكتابة هي الرسم الذي يتكلم ,وقيل أن القراءة هي النافذة التي يطل منها الإنسان على العالم , فبين الكتابة والقراءة شكلت لنا أجمل صورة
أن التجارب الروحية والدينية جزء أساسي من حياة الإنسان، فهي تعبر عن الجانب الأعمق في النفس وتلعب دورا حاسما في تحقيق التوازن النفسي لدى الفرد والمجتمع، فالإيمان والممارسات الدينية أثرها فارق على الصحة النفسية وتعميق معنى الحياة بالقدرة على صنع الأهداف الإنسانية واستثمار النفس بكل ما هو خير. تمثل هذه التجارب مصدر للقوة والراحة وتساعد في مواجهة الأزمات النفسية ومن خلالها يحقق الفرد التكامل النفسي. فإن الدين ليس مجرد مجموعة من المعتقدات بل نظام نفسي يساعد الأفراد على تحقيق توازن داخلي وتكامل شخصي. ويمكن للدين أن يكون أداة قوية في العلاج النفسي وتحقيق الصحة النفسية.
فالطقوس الدينية والمعتقدات يمكن أن توفر للإنسان شعورا بالأمان والانتماء والقرب الروحي من الله مما يساعد في التخفيف من الشعور بالقلق والاكتئاب، فبعض الخطوات ثقيلة ولا يمكن فعلها دون الإحساس بالعجز, فالنفس عميقة ولا يمكننا إدراكها ببساطة, ومهمة الإنسان الحقيقة أن يتعلم كيف يعرف ذاته المعقدة وسيعرف مشاعره الداخلية مرارا وتكرارا.
يواجه إنسان هذا العصر تحديات كبيرة تؤثر على حياته النفسية والاجتماعية. من حيث تعرضه المستمر للضغوطات من عدة نواحي، قد تسلبه رؤية الأشياء بطريقة تأمليه وتحفر القلق في نفسه مما يؤثر سلبا على صحته النفسية، فيغدو الالتفات للنفس من الأمور الثانوية في ظل هذا الزمن، فهذه التفاصيل المهمة للغاية تغير كليا طريقة حياتنا..
رغم كل تلك الأمور والصعوبات الحياتية, فعلى عاتق الإنسان نفسه البحث عن نفسه تحت ركام الأشياء واستكشاف دوافعه وعواطفه وأفكاره بصدق, والوعي بذاته يتطلب جهده الخاص حتى يستطيع تجنب الأزمات النفسية, والوصول بشكل ما الى تحقيق التوازن الداخلي ومواجهة تغيرات الحياة بفعالية.
ومن جوانب فنية، قد تكون السينما مرآة للنفس البشرية , وتمتد مساهماتها في فهم تعقيدات وتحديات وغموض الإنسان , كما أنها توفر مساحة للتفكير والتأمل في الحالة الإنسانية. من خلال المشاهد المصورة بإطارات معينة في موسيقاها ورموزها البصرية والحوارات الداخلية التي تكشف الكثير عن تناقضات ومشاعر الشخصية.
فظهور الشخصيات بشكل معقد من خلال تصرفات وسلوكيات معقدة تشرح حالة ما وتظهر مشاعر تلك الحالة وتجاربها وكيفية التعامل معها , ولا تخلو هذه الأمور من الصعوبات، وكذلك التفاصيل الصغيرة التي قد تحكي عن دواخل الإنسان, سواء في شكله الخارجي وملابسه ومكان إقامته.
