العدالة لسكان غزة لا للتهجير

✍️ بقلم الدكتور جميل مشيقب
 

في خضم الصراع الذي ترك آثارا عميقة على تاريخ البشرية ، يواجه سكان غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة . إن العنف والتهجير القسري من الحقائق اليومية التي تؤثر على آلاف العائلات ، التي تضطر إ لى ترك منازلها وأراضيها . ندعوفي هذا المقال إلى تحقيق العدالة ، ليس فقط لتضميد الجراح ، بل لبناء مستقبل تكون فيه الكرامة وحقوق الإنسان هي القاعدة .
إن النزوح القسري ليس مجرد مشكلة جسدية ؛ إنه انتهاك للحقوق الأساسية . إن كل منزل مدمر في غزة هو رمز للمقاومة ومجتمع مجرد من تاريخه وثقافته . ويجب على المجتمع الدولي أن يدرك أن التهجير يديم دائرة العنف والمعاناة ، وأن الحل لا يكمن في الهجرة القسرية ، بل في احترام واستعاد ة حقوق الشعب الفلسطيني .
إن الدعوة إلى العدالة يجب أن تكون واضحة : لا مزيد من التهجير القسري. ومن الضروري أن تتحرك القوى العالمية بسرعة وتعاطف . إن الوضع في غزة هو انعكاس لنضال أوسع من أجل العدالة الاجتماعية وتقرير المصير . إن دعم سكان غزة يعني الدعوة إلى مستقبل يمكنهم فيه العيش بكرامة ، متحررين من الخوف والمضايقات .
لقد حان الوقت لكي يجتمع المجتمع الدولي في جهد جماعي لإنهاء القمع وضمان حصول سكان غزة على الفرصة لإعادة بناء حياتهم في أرضهم . العدالة ليست مجرد فكرة مثالية ؛ وهو حق يجب ضمانه للجميع دون استثناء .
ولمواجهة خطة ترامب المتعلقة بترحيل أهل غزة تحديًا كبيرًا يواجه الأمة الفلسطينية ، ويتطلب استجابة استراتيجية وفعالة . إن التعامل مع هذه القضية يتطلب رؤية شاملة لمعالجة الأبعاد الإنسانية والسياسية والاجتماعية .
أولاً ، يجب تعزيز الوعي الدولي حول معاناة أهل غزة . من خلال الحملات الإعلامية والدبلوماسية ، يمكن تسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرضون لها ، مما يساعد في كسب الدعم العالمي . إن تضامن المجتمع الدولي هو عنصر أساسي في مواجهة أي خطط تهدف إلى التهجير .
ثانيًا ، ينبغي تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية . تواجه غزة تحديات داخلية وخارجية تتطلب توحيد الصفوف بين الفصائل المختلفة . والعمل على تحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس ، وخلق منصة مشتركة للتفاوض ، يمكن أن يعزز من موقف الفلسطينيين في مواجهة التحديات .
ثالثًا ، يتطلب الأمن والاستقرار جهودًا متكاملة . يجب التعاون مع المنظمات الإنسانية لتوفير الدعم والمساعدات اللازمة للسكان ، مما يساعد في تحسين الظروف المعيشية . كذلك ، يمكن أن تسهم برامج التعليم والتدريب في تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم على مواجهة الأزمات .
أخيرًا ، يجب أن تكون هناك رؤية مستقبلية واضحة تقترح حلولًا بديلة للترحيل . يمكن أن تشمل هذه الحلول تعزيز الحقوق المدنية والسياسية لأهل غزة، والسعي للحصول على الاعتراف الدولي بحقهم في البقاء في وطنهم .
إن مواجهة خطة ترامب بترحيل أهل غزة يتطلب تضافر الجهود من جميع الفئات ، والعمل بشكل جماعي نحو تحقيق أهداف مشتركة . فقط من خلال الوحدة والتضامن يمكن للأمة الفلسطينية بناء مستقبل أفضل .