بقلم : الإعلامي الدكتور حسين المصري
فأنا متخوف، من سيطرة الذكاء على كل ما هو إنساني، من سيطرته حتى على مشاعرنا، وهو ما جعلني أكتب هذا المقال ,وفيه حاولت أن أوضح دور الذكاء الصناعي الذي مثلته بالمسخ الذي يسلب مشاعر البشر، ويسلب منهم الفرح والحزن والقلق، يسلب منهم المخاوف، والاطمئنان، بعد أن سلب منهم إبداعهم، سلب منهم وظائفهم، لكنهم في النهاية يقاومون،
ويحاولون الانتصار لأن هزيمتهم ستكون هزيمة لكل البشرية. هذه التقنية التي كان انتشارها سريعا جداً، وعجلة تطورها أسرع مما نتخيل، ولأنه صار سهلا الوصول إليه، فقد لجأ إليه الطلاب لكتابة بحوثهم ومشاريعهم الدراسية بدون أدنى جهد، وهذا يشكل خطرا حقيقيا على جيل يفقد روح الإبداع وبذل الجهد في البحث والتقصي، وتقل ذاكرته وذهنه عن التفكير
والخروج عن الأطر والصناديق الجاهزة. أليس خطيرا أن يكون الجيل الجديد كسولا لا يفكر ولا يصغي ولا يسأل، جيل يكتب له الذكاء الصناعي ويرسم له ويصمم ويختار له طعامه وشرابه، بل يختار له أفلامه التي يشاهدها الذكاء الصناعي مهم كأي تقنية كانت، لكن لا بد أن تكون علاقتنا به علاقة مبدع خلاق ، مع أداءه ، هو من يتحكم بها، لا أن تتحكم به، كأي أداة ابتكرها الإنسان لتسعفه في أداء مهامه، لا أن تسيطر عليه وتضمر بسببها حواسه وإبداعاته. فهل يمكن للذكاء الصناعي أن يتفوق على
الرسامين رامبرانت وسلفادور دالي وبيكاسو، ويتفوق على الكتاب المسرحيين شكسبير وموليير وبيكيت، وأن يتفوق على الشعراء كالمتنبي والجواهري ومحمود درويش، أو يتفوق على كتاب سيناريو كفورد كوبولا وماريو بوزو وآرون سوركين، فكل ما ينجزونه ينبض بالحياة التي لا
يمكن للذكاء الصناعي مهما تطور أن يصنعها فيما ينجزه لنا.
ويظل الإنسان سيدا لهذا الكون , كما خلقه ربه وأكرمه ونعمة