اقتصاددين وحياةسياحة وسفرسياسةعاجل

الدكتور حسين المصري يكتب: “سيناء.. الأرض التي رواها دم الشهداء في عيد تحريرها الثالث والاربعين”

تحتفل مصر اليوم  بذكرى عزيزة على قلب كل مصري ومصرية، وهي الذكري الثالثة والأربعين لعيد تحرير سيناء، ففي هذا اليوم   رفرف فيه العلم المصري عاليًا على أرض سيناء الطاهرة بعد سنوات طويلة من الاحتلال، لتعود قطعة غالية من تراب الوطن إلى أحضان مصر بفضل صبر الشعب وقوة الجيش وحكمة القيادة.

تُعد ذكرى تحرير سيناء عام 1982 واحدة من أبرز المحطات في التاريخ المصري الحديث، حيث أنهت سنوات من الاحتلال الإسرائيلي لسيناء عقب نكسة 1967. لم يكن التحرير مجرد انتصار عسكري فحسب، بل كان نموذجًا للمعركة الشاملة التي خاضتها مصر على مختلف الجبهات: العسكرية والدبلوماسية والسياسية.

خاضت القوات المسلحة المصرية معركة الكرامة في حرب أكتوبر 1973، فكسرت أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، وفتحت الطريق نحو استعادة الأرض. تلا ذلك جولات شاقة من المفاوضات السياسية قادتها مصر بحنكة، وانتهت بتوقيع اتفاقية السلام في كامب ديفيد، ثم انسحاب إسرائيل الكامل من سيناء في 25 أبريل 1982، باستثناء طابا التي عادت لاحقًا بالتحكيم الدولي في عام 1989، لتكتمل ملحمة تحرير الأرض.

تحمل سيناء في قلب كل مصري رمزية خاصة، فهي ليست مجرد أرض، بل رمز للصمود والتضحية، وميدان لمعركة مستمرة من أجل البناء والتنمية. فاليوم، وبعد عقود من التحرير، تخوض الدولة المصرية معركة جديدة لتنمية سيناء وتطهيرها من الإرهاب، عبر مشاريع ضخمة للبنية التحتية والإسكان والتعليم والصحة، تهدف لتحويلها إلى مركز تنموي وسياحي وزراعي واقتصادي حيوي.

وفي هذا اليوم المجيد، نستحضر بطولات الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لتحيا مصر حرة عزيزة، ونؤكد أن الحفاظ على ما تحقق من إنجازات لا يقل أهمية عن تحقيقها. فتاريخ سيناء يُكتب بالتضحيات، ومستقبلها يُرسم بسواعد أبنائها.

إن عيد تحرير سيناء ليس مجرد ذكرى وطنية، بل درس في الوطنية والكرامة، يؤكد أن الأرض لا تُسترد إلا بالإرادة، ولا تُصان إلا بالوحدة والعمل. فيوم سيناء هو يوم لكل المصريين، وهو وعد بأن تظل مصر دائمًا قادرة على حماية أرضها، واستعادة حقوقها، وبناء مستقبلها.

كل عام وسيناء محررة.. ومصر آمنة مستقرة.

Facebook Comments Box

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى