اقتصادسياسةعاجل

جولة تاريخية في قلب القاهرة …السيسي وماكرون سيراً على الأقدام في خان الخليلي والحسين

كتب: د/ حسين المصري 

في لمسة تعكس عمق العلاقات المصرية الفرنسية، قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بجولة غير رسمية سيراً على الأقدام في منطقة خان الخليلي وحول جامع الحسين، في زيارة جمعت بين الدبلوماسية والتراث والتفاعل الشعبي. هذه الجولة لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل رسالة ثقافية وسياحية وسياسية تبرز مكانة مصر كوجهة عالمية وتؤكد على شراكتها الاستراتيجية مع فرنسا.
استكشاف التراث المصري الأصيل
انطلقت الجولة من خان الخليلي، أحد أبرز المعالم التاريخية في القاهرة، والذي يعود تاريخه إلى العصر المملوكي. تجول الرئيسان بين الأزقة الضيقة المليئة بالمحالّ التي تبيع التحف النحاسية والمصنوعات اليدوية والعطور والأثاث القديم، حيث اطلع ماكرون على روعة الفنون التقليدية المصرية. كما توقفا عند مقهى “الفيشاوي” الشهير، الذي يُعدّ تحفة تراثية ومنارة للثقافة والأدب منذ القرن الثامن عشر.

ثم انتقل الزعيمان إلى منطقة الحسين، حيث زارا ضريح الإمام الحسين ومسجده الأثري، الذي يُعتبر أحد أهم المزارات الدينية في مصر. عبر ماكرون عن إعجابه بالبعد الروحي والتاريخي للمكان، مما يعكس الاحترام الفرنسي للتنوع الثقافي والديني في مصر.

رسائل دبلوماسية وإنسانية
هذه الجولة حملت العديد من الرسائل، أبرزها:
1. تعزيز السياحة الثقافية**: بإبرام مصر كوجهة سياحية عالمية تجذب زعماء العالم.
2. الشراكة الاستراتيجية**: حيث تأتي الزيارة في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين.
3. التقارب الشعبي
4. ⁠من خلال التفاعل المباشر مع المواطنين والتجار، مما يعكس صورة مصر كبلد آمن ومستقر.

كما عبر الرئيس السيسي عن فخره بالتراث المصري، بينما أشاد ماكرون بالجهود المصرية في الحفاظ على التاريخ والإرث الحضاري.
خاتمة: جولة تخلد في الذاكرة
جولة السيسي وماكرون في خان الخليلي والحسين لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت تأكيداً على عمق العلاقات بين مصر وفرنسا، وإظهاراً لجمال القاهرة التاريخية التي تروي قصصاً عمرها مئات السنين. هذه الزيارة ستظل محفورة في الذاكرة كرمز للصداقة والتعاون بين الشعبين المصري والفرنسي.

بهذه الخطوات الواثقة بين الأزقة القديمة، كتب الرئيسان فصلًا جديدًا من الدبلوماسية الإنسانية، تاركين وراءهما إرثاً من الاحترام المتبادل والتقدير المشترك لعراقة الشرق وأصالة تراثه.

Facebook Comments Box

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى