بقلم : الإعلامية هلا حدّاد
يُعتبر الفنان بيار داغر من الفنانين اللبنانين الذين استطاعوا أن يتركوا بصمة واضحة في عالم الفن والتمثيل العربي ، حتى في الأدوار التي قد تبدو بسيطة أو متواضعة من حيث حجمها.
ففي مسلسل “القدر”، اثبت بيار داغر أن العظمة لا تكمن دائمًا في حجم الدور، بل في قدرة الممثل على تجسيد الشخصية بكل عفوية وتلقائية، ليجعلها تنبض بالحياة وتلامس قلوب المشاهدين.
من اللحظة الأولى التي يظهر فيها على الشاشة، إلى جانب وسامته يُلاحَظ سحر صوته الذي يمتلك نبرة مميزة تجعل من كل كلمة ينطق بها تجربة صوتية فريدة.
فصوت الفنان بيار داغر ليس مجرد أداة لنقل الحوار، بل هو وسيلة لتعزيز المشاعر ورحلة في جنون الخيال، حيث يستطيع من خلاله أن يُشعرنا بحجم صدقه الداخلي وصدق الشخصية التي يؤديها. قدرة صوته ليس فقط كناقل للكلمات، بل مرسل للأحاسيس التي ترافقه كممثل.
أما على صعيد التمثيل والعفوية، فلا يمكن تجاهل البساطة والتلقائية التي يتميز بها أداؤه، فبيار داغر لا يحتاج إلى تكلف أو مبالغة في أدائه؛ أنه صادقٌ في كل حركة، وكل نظرة، وكل ردة فعل ، وهذا ما يجعله يخلق تركيبة متكاملة للشخصية التي يقوم بأداء دورها .
فهو يضيف أبعادًا غير مرئية للشخصية، مما يجعلها حية وواقعية، وكأنها ليست مجرد دور مؤقت في المسلسل، بل قصة حقيقية تنتمي إلى عالم الواقع.
وحتى لو كان حجم الدور الذي يؤديه الفنان بيار داغر متواضعًا ، مقارنة ببقية الشخصيات، إلا أن بيار داغر ينجح في ترسيخ مكانته في قلب القصة وفي ذاكرة المشاهد، فبفضل مهارته الاستثنائية، نجح في أن يجعل من مشاهد قليلة مليئًة بالصدق والعمق، محطة راسخة لا تُمحى من ذاكرة الجمهور.
في النهاية، يثبت بيار داغر أن الممثل الحقيقي هو من يستطيع أن يجعل الدور يبرز على حساب كل الاعتبارات، مهما كانت تفاصيله صغيرة، من خلال العفوية، الصدق، والقدرة على منح الشخصية أبعادًا إنسانية فريدة، وهذا ما يجعله أبرز الفنانين الذين ساهموا في إثراء الدراما اللبنانية والعربية بشكل عام.
