الاعلامي/ الدكتور حسين المصري يكتب : زيارة ماكرون لمصر تعزز الشراكة الاستراتيجية وتفتح آفاق التعاون الاقتصادي

في زيارة رسمية استمرت ثلاثة أيام، حلّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضيفًا على مصر، حيث التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي وبحث معه سبل تطوير العلاقات بين البلدين.
وأسفرت الزيارة عن مجموعة من المكاسب الاستراتيجية لمصر، تمثلت في اتفاقيات اقتصادية واستثمارية، ودعم سياسي واقتصادي في ظل الأوضاع الإقليمية المتقلبة.
شراكة استراتيجية شاملة واتفاقيات بقيمة 262 مليون يورو
شهدت الزيارة توقيع تسع اتفاقيات تعاون بقيمة 262.3 مليون يورو، توزعت بين قروض ومنح مخصصة لقطاعات النقل والمياه والطاقة. وأعلن الجانبان رفع مستوى العلاقات إلى شراكة استراتيجية شاملة، تعكس متانة العلاقة بين القاهرة وباريس.
مشروع هيدروجين أخضر بقيمة 7 مليارات يورو
من أبرز ثمار الزيارة توقيع اتفاق بين مصر وتحالف شركات فرنسية لإقامة مشروع متكامل لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، باستثمارات تبلغ 7 مليارات يورو. ويعد المشروع خطوة استراتيجية نحو دعم توجه مصر للطاقة النظيفة وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة.
دعم فرنسي للإصلاح الاقتصادي المصري
أكد ماكرون دعم بلاده الكامل لمسار الإصلاح الاقتصادي الذي تتبناه الحكومة المصرية، مع الإشارة إلى أهمية الشراكة المصرية مع صندوق النقد الدولي. كما أعرب عن استعداد باريس للمساهمة في تخفيف الضغوط الاقتصادية التي تواجهها مصر بسبب الأزمات الإقليمية.
تعاون ثقافي وتعليمي متجدد
في جانب التعاون الثقافي، وُقعت مذكرة تفاهم لإنشاء 100 مدرسة فرانكفونية في مصر، ضمن خطة لتعزيز التبادل التعليمي والثقافي، وتوسيع نطاق التعليم الفرنسي في البلاد.
غزة في قلب المحادثات
شملت الزيارة جولة تفقدية للرئيسين إلى مدينة العريش، حيث زارا مستودعات المساعدات المصرية المخصصة لغزة، والتقيا جرحى فلسطينيين بمستشفى العريش. ودعا ماكرون من هناك إلى وقف إطلاق النار الفوري في غزة، مشيدًا بالدور المصري في دعم القطاع المحاصر.
خاتمة
عكست زيارة ماكرون إلى مصر عمق العلاقات الثنائية وحرص البلدين على دفع التعاون المشترك في ظل التحديات الإقليمية ، وتعد الاتفاقيات الموقعة ومشروعات الطاقة النظيفة إحدى أبرز ثمار هذه الزيارة، التي أكدت أن الشراكة بين القاهرة وباريس تتجه نحو آفاق أوسع وأكثر تأثيرًا.